وعندما كان يطوف بالبيت سمع أعرابيا يقول: " اللهم إني أشكو إليك ظهور الفساد، وما يحول بين الحق وأهله، من الطمع. "، فطلبه المنصور، فأتي به، فاستمع المنصور منه إلى شرح واف عن الظلم، والجور، والفساد، الذي كان فاشيا آنذاك، وهي قصة طويلة لا مجال لذكرها، وعلى مريدها المراجعة إلى مظانها (1).
ولا بأس بمراجعة ما قاله له عمرو بن عبيد، في موعظته الطويلة له، ومن جملتها: ". إن وراء بابك نيرانا تتأجج من الجور، والله، ما يحكم وراء بابك بكتاب الله، ولا بسنة نبيه إلخ.. " (2).
وقد لقي أعرابيا بالشام، فقال له المنصور: " إحمد الله يا أعرابي، الذي دفع عنكم الطاعون بولايتنا أهل البيت ".
فأجابه الأعرابي: " إن الله أعدل من أن يجمعكم علينا والطاعون ".
فسكت، ولم يزل يطلب له العلل حتى قتله (3).