حقوق آل البيت (ع) في الكتاب والسنة باتفاق الأمة - الشيخ محمد حسين الحاج - الصفحة ٦٨
ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوف وقد عرف ان أرباب هذا الفقه في جميع بلاد الاسلام إليه ينتهون وعنده يقفون. وقد صرح بذلك الشبلي والجنيد وسرى وأبو يزيد البسطامي وأبو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم.
ومن العلوم أيضا علم النحو ومشهور انه هو الذي استنبطه لأبي الأسود الدؤلي حين دخل عليه فقال:
يا أمير المؤمنين فسدت ألسنة الناس فأنح لهم نحوا..
فكتب له عليه السلام:
الكلام كله ثلاثة أشياء:
اسم وفعل وحرف.
فالاسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى والحرف ما جاء لمعنى في غيره وكل فاعل مرفوع وكل مفعول منصوب وكل مضاف إليه مجرور. فأخذه أبو الأسود وفرع عليه هو وغيره حتى صار علما مشهورا.
واما علم الخطابة والبلاغة واليه تشد الرحال حتى قيل في كلامه عليه السلام: انه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق منه يعلم الناس أصناف البلاغة حتى قال معاوية: ما سن الفصاحة لقريش غيره.
انتهى (1).

(1) شرح ابن أبي الحديد المقدمة - ارشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين ص 364 - الطرائف لابن طاووس 515 - كتاب الأربعين لمحمد بن عمر الرازي الفصل الخامس ص 465 - 476.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 63 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»