حقوق آل البيت (ع) في الكتاب والسنة باتفاق الأمة - الشيخ محمد حسين الحاج - الصفحة ١٥
وحدة المسلمين:
الاسلام دين الله تبارك وتعالى الذي لا شك ولا ريب انه النور الذي فيه سعادة الانسانية ورقيها إلى أعلى مراتب الكمال (1) وقد أعطى الله تبارك وتعالى للانسان المكانة السامية التي ليس بعدها مكانة حيث جعله خليفته في الأرض كما في محكم التنزيل: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) (2).
وزود هذا الانسان بأحسن وأفضل مخلوق على وجه الأرض وهو العقل (3) حتى يميز الخير من الشر والحق من الباطل وقد قال الله تعالى

(1) كما في قوله تعالى: (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين) الزمر آية: 22.
(2) البقرة آية: 30.
(3) ان العقل هو تعقل الأشياء وفهمها في أصل اللغة واصطلح اطلاقه على أمور:
الأول: قوة ادراك الخير والشر والتمييز بينهما والتمكن من معرفة أسباب ذوات الأسباب وما يؤدي إليها وما يمنع منها. والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب.
الثاني: ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع واجتناب الشرور والمضار.
الثالث: القوة التي يستعملها الناس في نظام أمور معاشهم فان وافقت قانون الشرع واستعملت في ما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش وهو ممدوح وإذا استعملت في الأمور الباطلة والحيل الفاسدة تسمى بالنكراء والشيطنة بلسان الشرع.
الرابع: مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات وقربها وبعدها عن ذلك وأثبتوها مراتب أربع سموها: بالعقل الهيولاني والعقل بالملكة والعقل بالفعل والعقل المستفاد الخامس: النفس الناطقة الانسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.
السادس: ما ذهب إليه الفلاسفة من أنه جوهر قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا ولا فعلا (عن مرآة العقول للمجلسي (رض).
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 11 12 13 14 15 16 17 18 19 21 ... » »»