النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٠١
هذا وقال في سفر السعادة: باب أبو بكر أشهر المشهورات من الموضوعات (1).
* سابعا: اننا لو سلمنا جدلا صحة ما قيل إن ابا بكر أول من أسلم، فإنه يحمل على أنه آمن بما آمن به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).
ولذا نجد ان الله لم يصف هارون وزير موسى (عليه السلام) بأنه أول من آمن بموسى ورسالته بل وصف السحرة بذلك، قال تعالى:
* (قالوا لا ضير انا إلى ربنا منقلبون انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) * (2).
وعلي بمنزلة هارون إلا النبوة كما يأتي.
هذا، ويمكن ان يقال:
ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقال عنه أول من أسلم وآمن، وذلك لأنه لم يكن مشركا بالله حتى نقول إنه أسلم وآمن من بعد إشراكه، فكذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فباجماع الأمة انه لم يسجد لصنم، فهو صلوات الله عليه لم يشرك بالله طرفة عين ابدا حتى يحتاج إلى أن يسلم، أو يكون أول من أسلم وهذا مذهب أكثر الناس:
* قال المسعودي: ذهب كثير من الناس إلى أنه [علي بن أبي طالب] لم يشرك بالله شيئا فيستأنف الاسلام، بل كان تابعا للنبي (صلى الله عليه وسلم) في جميع أفعاله مقتديا به وبلغ وهو على ذلك، وان الله عصمه وسدده ووفقه لتبعيته لنبيه (عليه السلام)، لأنهما كانا غير مضطرين ولا مجبورين على فعل الطاعات، بل مختارين قادرين، فاختارا طاعة الرب وموافقة أمره واجتناب منهياته (3).
ونحوه عن المقريزي كما تقدم.
وتقدم قول البلاذري وابن كثير: قال الزهري وسليمان بن يسار وعمران ابن أبي انس وعروة بن الزبير: أول من أسلم زيد بن حارثة، وكان هو وعلي يلزمان النبي.. ويرصدانه (4).
ويدل على ذلك ما يأتي قريبا من التساوي بين رسول الله وأمير المؤمنين (عليه السلام) من كل الجهات إلا النبوة.

١ - سفر السعادة: ٢ / ٢٠٣.
٢ - الشعراء: ٥٠ - ٥١.
٣ - مروج الذهب: ٢ / ٢٧٦ - ٢٧٨ ذكر مبعثه ص) وما جاء في ذلك إلى هجرته.
٤ - الكامل في التاريخ: ١ / 485 ذكر الاختلاف في أول من أسلم.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»