النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٤٠٦
بابه مفتوح، وكذلك بقية الصحابة.
وهذا دليل على عدم امكان الجمع، ثم على بطلان أحاديث السد في حق الخليفة الأول ، وأنه من وضع البكرية كما قال ابن أبي الحديد، أو بخصوصيته لعلي كما قال الجصاص.
* الامر الثالث: ان علة سد الأبواب - والتي صرح الرسول في كثير من طرقها بان الله هو الذي سد أبوابكم وفتح باب علي أو أخرجكم وادخله - هي طهارة علي وأهل بيته ونجاسة غيره، كما صرحت بذلك رواية أمير المؤمنين المتقدمة واحتجاجه يوم الشورى، ورواية ابن زبالة عن رجل من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله)، وكذلك رواية أنس وابن عباس والهلالي التي نص بها النبي (صلى الله عليه وآله) أنه دعا الله أن يطهر مسجده بعلي وبذريته من بعده كما فعل موسى (عليه السلام)، ويأتي أن البزار أخرجه عن علي (عليه السلام) (1).
- ويؤيده بل هو نص فيه، ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس والبزار عن محمد ابن علي الباقر بسند جيد من التعبير بالخروج من المسجد لا بعنوان سد الأبواب (2).
وعليه فلا معنى لاستثناء باب أو خوخة أبي بكر، لان أبي بكر كعمر وعثمان والعباس وحمزة من هذه الناحية، أعني ناحية عدم الطهارة، إلا أن يقال أن أبا بكر طهر في اخر حياته ! ولو كان لا بد من الاستثناء لاستثنى خوخة لعميه.
ويؤيده ما روي عن ابن عباس وغيره كما تقدم ان علي كان يمر بالمسجد وهو جنب.
وقوله (صلى الله عليه وآله): " سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ". أخرجه البزار (3).
بل هناك كثير من الروايات صرحت بأنه لا يحل لغير النبي وعلي الجماع وعرك النساء في المسجد، كما أخرجها ابن مردويه، والترمذي وحسنه، والنووي وقال: حسنه الترمذي لشواهد، والبيهقي في السنن، وابن منيع في مسنده عن جابر، وابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة، وأبي يعلى في مسنده والقاضي إسماعيل في أحكام القرآن عن ابن حنطب، وأبي يعلى في المسند عن أبي سعيد، وابن عساكر في التاريخ من طرق (4).

١ - وفاء الوفاء: ٢ / ٤٧٨ - ٤٧٩ - الفصل ١٢ من الباب الرابع.
٢ - مجمع الزوائد: ٩ / ١١٥ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ١٥١ ح ١٤٦٧٧ - ١٤٦٧٨ كتاب المناقب ٣ - مسند البزار: ٢ / ١٤٤ ح ٥٠٦.
٤ - ترجمة علي من تاريخ دمشق: ١ / ٢٩٢ ح ٣٣١ رواه من طرق، واللآلئ المصنوعة: ١ / ٣٥٠ - ٣٥٣ مناقب الخلفاء الأربعة، والفوائد المجموعة: ٣٦٦ - ٣٦٧ مناقب علي ح ٥٦، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / ١٩٤ فصل في الجوار، والسنن الكبرى: ٢ / ٤٤٢ باب الجنب يمر في المسجد، وج ٧ / ٦٥ باب دخول المسجد جنبا، ومسند أبي يعلى: ٢ / 311 ح 1042 مسند أبي سعد وبالهامش (أخرجه الترمذي وقال حسن غريب).
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»