دلالة سد الأبواب على الإمامة دلالة حديث سد الأبواب ونحن انما جئنا بحديث سد الأبواب لاثبات نص الأفعال الصادرة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تجاه أمير المؤمنين وحده.
ولكن القوم ومن باب الجني على أنفسهم، أفادوا ان حديث سد الأبواب يدل على الخلافة:
قال ابن حبان معللا: إذا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حسم عن الناس كلهم أطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله: " سدوا عني كل خوخة في المسجد " (1).
قال الخطابي وابن بطال: في هذا الحديث إشارة قوية إلى استحقاق أبي بكر للخلافة ولا سيما وقد ثبت ان ذلك كان في آخر حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) (2).
وقال المقريزي: فكان امر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بابقاء خوخة أبي بكر في المسجد مع منع الناس كلهم من ذلك، إشارة ودليل على خلافته بعد رسول الله وان ذلك من رسول الله تنبيها للناس بأن أبو بكر يصير امام المسلمين ويخرج من بيته إلى المسجد كما كان رسول الله يخرج، ذكره ابن بطال (3).
وقال الحافظ بن رجب الحنبلي: " سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد الا باب أبي بكر " وفي هذا إشارة إلى أن أبا بكر هو الامام بعده، فان الامام يحتاج إلى سكنى المسجد والاستطراق فيه بخلاف غيره (4).
وقال الحافظ ابن حجر: وقد ادعى بعضهم ان الباب كناية عن الخلافة (5) والامر بالسد كناية عن طلبها، كأنه قال: لا يطلبن أحد الخلافة الا ابا بكر فإنه لا حرج عليه في طلبها والى هذا جنح ابن حبان (6).
وقال: وفي ذلك إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره