تحريفات في حديث المنزلة والعامة كعادتهم (1) عندما يجدوا ان بعض الفضائل لأمير المؤمنين توجب تقديمه على الشيخين يقوموا اما بتحريف تلك الفضيلة أو بالطعن على راويها وإما نسبتها إلى غير أمير المؤمنين فان استطاعوا نسبتها إلى الشيخين فهو والا فإلى الثالث وان عجزوا فإلى اي رجل كان، المهم عندهم عدم الاذعان للحق لكي لا تعلو أنوف أقوام أخرى. كما يأتي في غير موضع من هذا الكتاب.
وشاءت اليد الأموية ان يكون حديث المنزلة من الأحاديث المحكومة عليه بالتحريف والتزوير.
اما التحريف فهو ما أخرجه ابن عدي عن محمد بن نوح ثنا جعفر بن محمد الناقد ثنا عمار بن هارون المستملي البصري ثنا قزعة بن سويد البصري عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رفعه: ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر... وفيه - وأبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى.
وأخرجه ابن جرير الطبري عن بشير بن دحية عن قزعة بن سويد (2).
وفي رواية عن ابن أبي أوفى قال لأبي بكر: أنت مني بمنزلة قميصي عن جسدي (3).
وكذب هذا الحديث لا يكاد يصدق، وراويه أكذب ونقله أفحش.
وكيف يصدق خبر تواتر عن أمير المؤمنين واحتج به واحتجت به فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) في أيام عنفوان أبي بكر وعمر ولم يعترضا ولم يذكراه.
كيف يصدق خبر في رواته عمار المستملي الذي قال فيه ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، يسرق الحديث، وقال الخطيب متروك الحديث.
وفيه قزعة قال فيه احمد مضطرب الحديث شبه متروك. وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ فاحش الوهم فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج باخباره.