النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧١
قلت: يا أمير المؤمنين ان موسى خلف هارون في قومه وهو حي ومضى إلى ربه وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلف عليا كذلك حين خرج إلى غزاته.
قال: كلا ليس كما قلت، أخبرني عن موسى حيث خلف هارون هل كان معه حيث ذهب إلى ربه أحد من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل؟
قلت: لا.
قال: أوليس استخلفه على جماعتهم؟
قلت: نعم.
قال: فأخبرني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين خرج إلى غزاته هل خلف الا الضعفاء والنساء والصبيان فانى يكون مثل ذلك.
وله عندي تأويل آخر من كتاب الله يدل على استخلافه إياه لا يقدر أحد ان يحتج فيه ولا أعلم أحدا احتج به وأرجو أن يكون توفيقا من الله، قلت: وما هو يا أمير المؤمنين؟
قال: قوله عز وجل حيث حكى عن موسى قوله: " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في امري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصير " (1) فأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسى وزيري من أهلي وأخي شد الله به ازري وأشركه في امري كي نسبح الله كثيرا ونذكره كثيرا، فهل يقدر أحد ان يدخل في هذا شيئا غير هذا، أو لم يكن ليبطل قول النبي (صلى الله عليه وآله) وأن يكون لا معنى له؟ (2).

١ - طه: ٢٩.
2 - العقد الفريد: 5 / 76 احتجاج المأمون على الفقهاء في فضل علي من كتاب التيمية الثانية اخبار زياد والحجاج والطالبين ط. دار الاحياء. و 2 / 43 الطبعة الأولى 3 / 31 ط. مطبعة الشرقية سنة 1316.
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»