النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٦٦
بعده كما يطاع النبي في حياته (1).
* وقال الطيبي في شرح الحديث: يعني أنت متصل ونازل بمنزلة هارون من موسى، وفيه تشبيه ووجه الشبه مبهم بينه بقوله: الا انه لا نبي بعدي. فعرف ان الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة بل من جهة ما دونها وهي الخلافة (2).
* وقال ابن أبي الحديد بعد ذكر الحديث: أثبت له جميع مراتب هارون من موسى (3).
* وقال في موضع أخر: وقول النبي (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وذلك يقتضي عصمته عن الدم الحرام كما أن هارون معصوم عن مثل ذلك (4).
* وقال أبو جعفر الحسني بعد ذكر كلام قدمناه (5) يساوي فيه بين النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين في جملة من الصفات والأفعال: فأبان نفسه منه بالنبوة واثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما (6).
- وإذا ثبت ذلك فنقول:
صفات هارون بل لعلها أبرز صفة فيه كونه وصيا وخليفة ونائبا لموسى. فيكون معنى الحديث: أنت وصي وخليفتي ونائبي كما كان هارون نائبا وخليفة ووصيا لموسى.
وهذا يدل على الفورية بعد وفاة الرسول لان هارون كان كذلك لو عاش، والا لبين الرسول خلاف ذلك، على أنه لم يرد هذا الحديث - من الوجه الصحيح - في غير علي (عليه السلام) حتى يقول بتقديمه في الخلافة عليه.
والعامة أكثرها متفقة معنا على معنى الحديث وتقول ان عليا كان خليفة للرسول ولكنها تخصص ذلك بمدة غزوة تبوك (7).
وبعدما تقدم ان حديث المنزلة ليس مخصوصا بغزوة تبوك بل كان مزامنا لكل مراحل

١ - مناقب الكوفي: ١ / ٥١٠ ح ٤٢٩.
٢ - شرح المواهب للزرقاني: ٣ / ٧٠ عنه الغدير: ٣ / 202.
3 - شرح النهج: 2 / 575 ط. مصر.
4 - شرح النهج: 6 / 169 - 170 شرح الكلام 74.
5 - تقدم ذلك ف أقوال العلماء في فضيلة علي 7 في مطلع الكتاب كما وتقدم بعض الروايات التي تفيد تساويهما من جميع الصفات سوى النبوة.
6 - شرح النهج: 20 / 221 - 222 الكلام 193 - سياسة علي.
7 - تاريخ الخميس: 2 / 200 الفصل الثاني في ذكر الخلفاء الراشدين - خلافة أبي بكر.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»