النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٣٧
تصريح عثمان بن عفان ذلك ما قد يستفاد من ضمن حواره مع ابن عباس حول الخلافة حيث قال:
اني أعوذ بالله منكم يا بني عبد المطلب ان كان لكم حق تزعمون انكم غلبتم عليه فقد تركتموه في يدي من فعل ذلك بكم، وأنا أقرب إليكم رحما منه (1).
تصريح معاوية قال معاوية في رد رسالة محمد بن أبي بكر:
" فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه [حقه] وخالفه على ذلك اتفقا واتسقا، ثم دعواه إلى أنفسهم فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما، فهما به الهموم وأرادا به العظيم فبايع وسلم لهما، لا يشركانه في أمرهما ولا يطلعانه على سرهما حتى قبضا وانقضى أمرهما.
إلى أن قال: أبوك مهد مهاده وبنى ملكه وشاده، فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله، وان يك جورا فأبوك أسسه، ونحن شركاؤه وبهديه أخذنا وبفعله اقتدينا، ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب وأسلمنا له، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله [رأينا أباك فعل ما فعل فاحتذينا مثاله] (2) واقتدينا بفعاله فعب أباك ما بدا لك أو دع والسلام على من أناب ورجع عن غوايته وتاب (3).
وأخرجه نصر بن مزاحم والمسعودي والبلاذري بطوله مع تفاوت في بعض الألفاظ (4).
* أقول: اعترف عمر بمضمون كلام معاوية عندما قال لابن عباس: اما والله ان كان صاحبك هذا أولى الناس بالأمر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)... ان أول من ريثكم عن هذا الأمر

١ - تاريخ المدينة لابن شبة: ٣ / ١٠٤٦ حياة عثمان.
٢ - من الهامش.
٣ - وقعة صفين لنصر بن مزاحم: ١٢٠ - ١٢١ الجزء الثاني - كتاب معاوية إلى محمد بن أبي بكر، ومروج الذهب: ٣ / ١٢ - ١٣ ذكر خلافة معاوية.
٤ - أنساب الأشراف: ٣ / 165 - 166 أمر مصر في خلافة علي ط. دار الفكر.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»