الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٦٥
الافعال التي لا يفعلها إلا المؤمنون، والأقوال التي لا يقولها إلا المسلمون ما يشهد له بصحة الاسلام، وتحقيق الايمان، إذ كان إجماعهم حجة يعتمد عليها، ودلالة يصمد إليها الأدلة، لولا خوف الاسهاب، وكراهية الاطناب، لأوردنا منها (1) طرفا " شافيا "، لان ذلك بنعمة الله من لدنا ممكن غير أنها مستوفاة مبينة في غير هذا الموضع.
ولان أهل بيت النبي - عليهم السلام - هم العترة التي خلفها الرسول في أمته حفظة لشريعته (2) وتراجمة للكتاب الذي أنزل عليه حيث يقول ما أجمع عليه نقاد الآثار، ورواة الاخبار (إني مخلف فيكم الثقلين:
كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، حبلان ممدودان لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض). (3)

(١) في ص: زيادة (ههنا) (٢) في ص و ح: (الشرعة).
(٣) أصبح هذا الحديث من الأحاديث المتواترة، فقد رواه أئمة الحديث وعلماؤهم من الفريقين: السنة والشيعة، منهم مسلم في صحيحه، فقد أخرجه بطريقين:
٣٢٦ / ٢٢، وابن ماجة في سننه (ص ١٣٠)، والبغوي في مصابيح السنة: ٢٠٥ ٢٠٦ / ٢٢، وابن حنبل في مسنده بألفاظ مختلفة في موارد متعددة. في: ٣٧١ / ١ و ٢٦ / ٣، و ١٧ و ٥٩ / ٣، و ٣٦٦ - ٣٦٧ / ٤، و ١٨٢ / ٥، والسيوطي الشافعي في تفسيره الدر المنثور: ٦٠ / ٢، والحمويني الحنفي في فرائد السمطين (مخطوط) والنبهاني الشافعي في الشرف المؤبد لآل محمد (ص ٢٤)، ومحب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي (ص ١٦)، وعلي المتقي الحنفي في كنز العمال: ٤٧ / ١، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة (ص ٢٤١)، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص ١١)، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة ١٢ / ٢، والشبراوي الشافعي في كتاب الاتحاف بحب الاشراف (ص ٢٢)، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة في الباب الثاني عشر (ص ١٨٢) بطرق عديدة قال - بعد نقل قول جده ابن الجوزي -: (وقد أخرجه أبو داود في سننه، والترمذي أيضا " وعامة المحدثين، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح، والعجب كيف خفي عن جدي ما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم الخ) وممن ذكر الحديث أيضا " ابن حجر الهيتمي الشافعي في الصواعق المحرقة (ص ٧٥ و ٨٧ و ٨٩ و ٩٠ و ١٣٦) قال في (ص ٨٩) بعد أن ذكر الحديث: (ثم اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقا " كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا "، ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه وفي بعض تلك الطرق انه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، وفي أخرى انه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أخرى انه قال ذلك بغدير خم، وفي أخرى انه قال لما قام خطيبا " بعد انصرافه من الطائف، كما مر، ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما " بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة) وقال في (ص ١٣٦) من الصواعق: (ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابيا " لا حاجة لنا ببسطها (وفي رواية) أخرى ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: اخلفوني في أهلي، وسماهما ثقلين إعظاما " لقدرهما إذ يقال لكل خطير شريف ثقل، أو لان العمل بما أوجب الله من حقوقهما ثقيل جدا " ومنه قوله تعالى (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) اي له وزن وقدر لأنه لا يؤدي الا بتكليف ما يثقل، وقال (ص ٩٠) من الصواعق: (سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وعترته - وهي بالمثناة الفوقية الاهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلين لان الثقل كل نفيس خطير مصون، وهذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم الدينية والاسرار والحكم العلية والأحكام الشرعية، ولذا حث صلى الله
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»