مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣٣٣
أما عمر بن الخطاب، فما هو إلا أن سمع أبا بكر تلاها، حتى وقع إلى الأرض ما تحمله رجلاه، وقد عرف أن محمدا قد مات.
جهزوه للرحيل يوم الثلاثاء.
ثم فتحوا باب بيته لألوف المسلمين فدخلوا عليه يودعونه ويصلون عليه أرسالا: الرجال منهم أولا، ثم الناس، ثم الصبيان.
ودفنوه حيث قبض، في بيت زوجه عائشة بنت أبي بكر.
رفعوا فراشه فحفر له تحته، ثم أضجعوه هناك في ليل الأربعاء من ذلك الشهر، ربيع الأول، السنة الحادية عشرة من هجرته.
دفنوا محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي.
وعاش الرسول صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء.
ذاك الذي اصطفاه الله فأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
في فجر تلك الليلة الغراء من شهر رمضان المبارك، التي خرج فيها مع النور البازغ يتلو الكلمات الأولى من هذا القرآن:
معجرة نبوة، وكتاب شريعة، ولواء عقيدة وجهت التاريخ وحررت الانسان.
والنور الذي حدا مسرى البشرية الأمية من ليل الجاهلية.
وقاد مسعاها إلى آفاق المثل العليا للحق والخير والجمال.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 327 328 329 330 331 332 333 334 » »»
الفهرست