مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣٣١
لم يدروا أنها صحوة الموت!
دخل المصطفى بيته والوقت ضحى، فاضطجع على فراشه في حجر زوجه عائشة، فما راعها إلا أن ثقل في حجرها، ونظرت في وجهه فإذا بصره قد شخص وهو يقول: (بل الرفيق الاعلى من الجنة) (1) من بيت المصطفى علا نحيب النساء فصك مسمع المدينة التي كانت قد استبشرت برؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في صلاة الصبح من ذلك اليوم!
وفى ذهول المباغتة، وجم الناس بين مصدق ومكذب، وكان (عمر بن الخطاب) أشد من أنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم قد مات!
وجاء أبو بكر، وعمر في المسجد يتوعد من يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، قال: عفا الله عنه:
(إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفى! وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات!).

(1) السيرة لابن هشام: 4 / 304.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 327 328 329 330 331 332 333 334 » »»
الفهرست