مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢١٨
ولم يدعه الأنصار يتم قولته المنكرة الفاحشة. وانتفض الشاعر الخزرجي الأنصاري (عبد الله بن رواحة) يعقب على كلام ابن أبي، متحديا:
- بلى يا رسول الله، فاغشنا بحديثك وائتنا في مجالسنا ودورنا وبيوتنا، فهو والله مما نحب، ومما أكرمنا الله به وهدانا له.
وغض ابن أبي بن سلول من بصره وهو يتمثل بقول (خفاف بن ندية السلمي):
متى ما يكن مولاك خصمك لا تزل * تذل ويصرعك الذين تصارع وهل ينهض البازي بغير جناحه * وإن جذ يوما ريشه فهو واقع وقام المصطفى فتابع سيره حتى دخل على صاحبه (سعد بن عبادة) وفى وجهه - صلى الله عليه وسلم - ملامح ضيق لما سمع من ابن أبي بن سلول، عدو الله.
سأل سعد:
(والله يا رسول إني لارى في وجهك شيئا، لكأنك سمعت شيئا تكرهه).
فأخبره صلى الله عليه وسلم بما كان.
وقال سعد:
(يا رسول الله، ارفق به فوالله لقد جاءنا الله بك وإنا لننظم الخرز
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست