الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٥٢
اخذ الحديث عن الحافظ السلفي، واختصر كتاب الحيوان للجاحظ، وسماه روح الحيوان، واتفق في عصره بمصر جماعة من الشعراء المجيدين، وكانت لهم مجالس تجري بينهم المفاكهات والمحاورات، توفى بالقاهرة سنة 608 (خح).
(القاضي سعيد القمي) هو محمد بن محمد مفيد القمي، العالم الفاضل الحكيم المتشرع العارف الرباني والمحقق الصمداني، من أعاظم علماء الحكمة والأدب والحديث، إنتهى إليه منصب القضاء في بلدة قم.
كان من تلامذة المحقق الفيض الكاشاني، والمولى عبد الرزاق اللاهيجي له مصنفات فائقة، منها شرحه على كتاب توحيد الصدوق في مجلدات، والأربعينيات وغير ذلك، وأشهر مصنفاته شرحه على التوحيد، وهو مشتمل على الفوائد الكثيرة، فلنذكر فائدة مختصرة منها:
روى الصدوق عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ببنيان البيت، وتم بناؤه أمره ان يصعد ركنا ينادي في الناس: ألا هلم الحج، فلو نادى هلموا إلى الحج لم يحج ألا من كان يومئذ انسيا مخلوقا، ولكن نادى هلم الحج، فلبى الناس في أصلاب الرجال لبيك داعي الله، لبيك داعي الله، فمن لبى عشرا حج عشرا، ومن لبى خمسا حج خمسا، ومن لبى أكثر فبعد ذلك، ومن لبى واحدا حج واحدا، ومن لم يلب لم يحج.
قال القاضي سعيد في معنى الخبر: عندي ان الوجه فيه ان استعمال هلم لمجرد الامر، وطلب الحضور مع تجريد من خصوصية المخاطب بالافراد والجمعية والتذكير والتأنيث، والمعنى: ليكن اتيان بالحج، وليصدر قصد إلى البيت ممن يأتي منه هذا القصد من افراد البشر، وهذا إنما يصح في صيغة المفرد،
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»