المفيد من فقهاء الأصحاب وله أصل ويروي عنه كثير من الاجلاء كابن أبي عمير وصفوان وابن محبوب والبزنطي والحسن بن سعيد وابن بزيع وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.
وهو الذي كان أول من دخل على الإمام موسى بن جعفر بعد وفاة أبيه عليهم السلام واطلع على إمامته ثم أخبر أصحابه بذلك وصرفهم عن عبد الله الأفطح الذي جلس مجلس أبيه وادعى الإمامة افتراء.
(الجوهري) أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي، كان من أذكياء العالم وأعاجيب الدنيا لأنه كان من الفاراب إحدى بلاد الترك من عشيرة تركية، ولع باللغة العربية وأسرارها وأخذ يطوف من مظان وجودها.
اخذ عن السيرافي والفارسي وسافر إلى الحجاز وشافه باللغة العرب العاربة ودخل بلاد ربيعة ومضر فأقام بها مدة في طلب اللغة ثم عاد إلى خراسان ونزل دامغان عند أبي الحسين بن علي الذي هو أحد أعيان الكتاب والفضلاء مكرما عنده في الغاية ثم أقام بنيسابور مدة يدرس في اللغة ويعلم في الكتابة ويشتغل بالتصنيف، وتعلم الخط وكتابة المصاحف والدفاتر، وصنف كتابا في العروض ومقدمة في النحو والصحاح في اللغة بأيدي الناس اليوم وعليه اعتمادهم، أحسن تصنيفه وجود تأليفه وقد اعتنى به الفضلاء فانتخبه بعضهم وسماه منتخب الصحاح وجمع أكثر لغاته محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي بطريق الاختصار وسماه مختار الصحاح، وأخرجه إلى الفارسية بعد التلخيص الشيخ أبو الفضل محمد بن عمر بن خالد المدعو بجمال الدين القرشي فوسمه بالصراح من الصحاح وكان خط الجوهري في نهاية الحسن بحيث يضرب به المثل في الحسن ويذكر مع