بابن منظور صاحب كتاب لسان العرب في اللغة وهو كبير جدا جمع فيه بين التهذيب للأزهري والمحكم لابن سيدة والصحاح وحواشيه والجمهرة لابن دريد والنهاية، قالوا في حقه: انه ولد سنة 630، وسمع من ابن المقير وغيره، وجمع وعمر وحدث واختصر كثيرا من كتب النحو المطولة كالأغاني والعقد والذخيرة ومفردات ابن البيطار، ويقال: ان مختصراته خمسمائة مجلد وخدم في ديوان الانشاء مدة عمره.
وروى عنه السبكي والذهبي، وكان عارفا بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة واختصر تاريخ دمشق في نحو ربعه وعنده تشيع بلا رفض، مات في شعبان سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
ومن نظمه:
بالله إن جزت بوادي الأراك * وقبلت عيدانه الخضر فاك ابعث إلى عبدك من بعضها * فإنني والله مالي سواك (جمال الدين الأفغاني) محمد بن السيد صغتر الحسيني من بيت عظيم من بلاد الأفغان رأيت ترجمته في بعض المواضع هكذا:
(نشأ) بكابل وتلقى علوما جمة، برع فيها واستكمل الغاية من دروسه في الثامنة عشر من عمره ثم سافر إلى الهند ومنها إلى الأقطار الحجازية ورجع إلى بلاده فدخل في بطانة الأمير دوست محمد خان وصحبه في غزوة هراة ثم جاء مصر فأقام بها أياما يخالط أهل العلم، وارتحل إلى الآستانة ثم عاد إلى القاهرة وانتشر صيته في الديار المصرية وكان ذلك في سنة 1288 فتولى تعليم المنطق والفلسفة في الأزهر، فانخرط في سلك تلامذته الشيخ محمد بن عبده بن حسن المصري مفتي الديار المصرية مع جماعة من نوابغ المصريين فكأن الأفغاني نفخ فيهم من