الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٥
عال وكان يحفظ كتب أبي زيد وكتب الأصمعي كلها وقرأ على أبي عثمان المازني كتاب سيبويه فكان المازني يقول قرأ على الرياشي الكتاب وهو اعلم به مني وكان ثقة انتهى.
روى عنه أبو بكر بن الأزهر وإبراهيم الحربي وابن دريد وابن أبي الدنيا وكان كثير الرواية عن الأصمعي ومما رواه عن الأصمعي انه قال: مر بنا أعرابي ينشد ابنا له فقلنا صفه لنا فقال: كأنه زنيبير (دنينير خ ل) فقلنا له لم نره قال: فلم يلبث أن جاء بصغير أسيد كأنه جعل قد حمله على عنقه فقلنا له لو سألتنا عن هذا لأرشدناك فإنه ما زال اليوم بين أيدينا ثم أنشد الأصمعي:
نعم ضجيع الفتى إذا برد الليل * سحيرا وقرقف الصرد زينها الله في الفؤاد كما * زين (1) في عين والد ولد (الزنبر الأسد وقرقف الصرد أي حضر البرد) وكان الرياشي معاصرا لأبي العتاهية، حدث المبرد عنه قال: أقبل أبو العتاهية ومعه سلة محاجم فجلس إلينا وقال: لست أبرح أو تأتوني بمن أحجمه فجئنا ببعض عبيدنا فحجمه ثم أنشأ يقول:
ألا إنما التقوى هي العز والكرم * وحبك للدنيا هو الذل والعدم وليس على عبد تقي نقيصة * إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم قتل الرياشي سنة 257 قتله صاحب الزنج بالبصرة والرياشي نسبة إلى رياش ككتاب رجل من جذام كان والد الرياشي عبدا له.
(وأبو صخرة الرياشي) هو أحمد بن أبي نعيم، الذي أنشد في يحيى

(1) يحكى عن ابن السراج انه حضر في يوم من الأيام بني له صغير فأظهر من الميل إليه والمحبة له ما يكثر من ذلك فقال له بعض الحاضرين أتحبه أيها الشيخ؟
فقال متمثلا:
أحبه حب الشحيح ماله * قد كان ذاق الفقر ثم ناله
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»