تلك السنة وانتقل إلى رحمة الله ورضوانه.
(الحريري) أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان البصري الفاضل الأديب المعروف صاحب المقامات المشهورة، ودرة الغواص في أوهام الخواص وملحة الاعراب وشرحها، وقد اعتنى الفضلاء وأرباب الأدب بكتاب المقامات وشرحوها شروحا كثيرة ومدحوها مدائح عظيمة.
قال الزمخشري في مدحها:
أقسم بالله وآياته * ومشعر الخيف وميقاته ان الحريري حرى بأن * تكتب بالتبر مقاماته ذكر ابن خلكان في ترجمة محمد بن محمد بن ظفر الصقلي ان الحافظ السلفي رأى الحريري في جامع البصرة وحوله حلقة وهم يأخذون عنه المقامات فسأل عنه فقيل له: ان هذا قد وضع شيئا من الأكاذيب وهو يمليه على الناس فسكت ولم يعرج عليه إنتهى، واني كنت في عنفوان الشباب مولعا بمطالعة هذا الكتاب فمن الله تعالى علي ببركات أهل البيت " عليه السلام " ومطالعة أحاديثهم وكلماتهم ومواعظهم ان ظهر لي ان مطالعة هذا الكتاب وأمثاله يسود القلب ويذهب بصفائه، ولو أراد الانسان الأدب والبلاغة والفصاحة والحكمة والمواعظ النافعة فعليه بكتاب نهج البلاغة فان التفاوت بينه وبين سائر الكتب، كالتفاوت بين أمير المؤمنين عليه السلام وسائر الناس:
علي الدر والذهب المصفى * وباقي الناس كلهم تراب توفى في البصرة سنة 516 (ثيو).
(حسام الدولة) أبو حسان المقلد بن المسيب بن رافع العقيلي صاحب الموصل، كان فيه