قواعد الشهيد، والأجرومية، والصمدية والزبدة وغيرها، توفى سنة 1059 وابنه الشيخ إبراهيم بن محمد الحرفوشي، كان فاضلا صالحا، قرأ على أبيه وغيره، توفى بطوس سنة 1080، قال صاحب الامل: وحضرت جنازته.
والحرفوشي نسبة إلى آل حرفوش الذين كانوا أمراء بعلبك، يقال ان أصلهم من العراق من خزاعة، ومسكنهم بعلبك وكرك نوح، ويقال ان من تولى الحكم منهم في بعلبك الأمير يونس، وكانوا شيعة اثني عشرية يكرمون العلماء والاشراف، وبنوا المساجد في بعلبك وغيرها، وجامع النهر في بعلبك بناه الأمير يونس، وسكنوا قلعة بعلبك وبنوا فيها في المدينة الأبنية الفاخرة ودار الأمير يونس بجانب القلعة لا تزال قائمة.
(ذكر) الشيخ علي السبط في محكى الدر المنثور في ذكر والده العالم الفاضل الورع التقي الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني المتوفى بمكة المعظمة سنة 1030.
من جملة احتياطه وتقواه: انه بلغه ان بعض أهل العراق لا يخرج الزكاة فكان كلما اشترى شيئا من القوت شيئا زكويا، زكاه قبل ان يتصرف فيه وقال: وأرسل إليه الأمير يونس بن حرفوش رحمه الله إلى مكة المشرفة خمسمائة قرش، وكان هذا الرجل له املاك من زرع وبساتين وغير ذلك، ويتوقى ان يدخل الحرام فيها، وأرسل إليه معها كتابة مشتملة على آداب وتواضع، وكان له فيه اعتقاد زائد والتمس منه ان يقبل ذلك وانه من خالص ماله الحلال، وقد زكاه وخمسه فأبى ان يقبل، فقال له الرسول: ان أهلك وأولادك في بلاد هذا الرجل وله بك تمام الاعتقاد، وله على أولادك وعيالك شفقة زائدة فلا ينبغي ان تجبهه بالرد، فقال: ان كان ولا بد من ذلك فابقها عندك واشتر في هذه السنة بمائة قرش منها شيئا من العود والقماش وغيره ونرسله إليه على وجه الهدية وهكذا تفعل كل سنة منه حتى لا يبقى منه شئ، فأرسل له ذلك