أعيان فضلاء عصره، ولد ببصرة سنة 365 وسمع الحديث سنة سبعين وقبلت شهادته عند الحكام في حداثته، وتولى القضاء بالمدائن وغيرها.
وكان صدوقا محتاطا إلا أنه يميل إلى الاعتزال والرفض إنتهى، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه، وقال: كتبت عنه، وكان قد قبلت شهادته عند الحكام في حداثته ولم يزل على ذلك مقبولا إلى آخر عمره، وكان متحفا في الشهادة محتاطا صدوقا في الحديث، ومات في ليلة الثاني من المحرم سنة 447 (تمز)، ودفن يوم الاثنين في داره بدرب التل، وصليت على جنازته، إنتهى.
وأبو جعفر التنوخي أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان أنباري الأصل، ولي قضاء مدينة المنصور عشرين سنة وحدث حديثا كثيرا.
وفي تاريخ بغداد ذكر في حقه انه عظيم القدر واسع الأدب تام المروة حسن الفصاحة حسن المعرفة بمذهب أهل العراق.
وكان لأبيه إسحاق مسند كبير حسن، وكان ثقة وحمل الناس عن جماعة من أهل هذا البيت منهم البهلول بن حسان ثم ابنه إسحاق ثم أولاد إسحاق، حدث منهم بهلول بن إسحاق وحدث القاضي أحمد بن إسحاق وابنه محمد وحدث ابن أخي القاضي داود بن الهيثم بن إسحاق، وكان أسن من عمه القاضي داود ابن الهيثم وأبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق الأزرق، وكان من جملة الكتاب ولم يزل أحمد بن إسحاق بن البهلول على قضاء المدينة من سنة 296 إلى شهر ربيع الآخر من سنة 316 ثم صرف ومات ببغداد في سنة 318، وكان متفننا في في علوم شتى، وكان تام العلم باللغة واسع الحفظ للشعر القديم والمحدث والاخبار الطوال والسير والتفسير.
وكان شاعرا كثير الشعر خطيبا حسن الخطابة إلى غير ذلك، والتنوخي نسبة إلى تنوخ كصبور اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين وتحالفوا على