الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ١١٦
وقربه منها لا نكلمه لهيبته، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته، فان تبسم فعن اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويتحبب إلى المساكين، لا يخاف القوي ظلمه ولا ييأس الضعيف من عدله، فأقسم لقد رأيته ليلة وقد مثل في محرابه وأرخى الليل سرباله وغارت نجومه ودموعه تتحادر على لحيته وهو يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني الآن أسمعه وهو يقول: يا دنيا إلي تعرضت أم إلي أقبلت؟ غري غيري لا حان حينك قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعيشك حقير وخطرك يسير، آه من الزاد وبعد السفر وقلة الأنيس، قال: فوكفت عينا معاوية وجعل ينشفها بكمه، ثم قال: يرحم الله أبا الحسن كان كذلك؟
فكيف صبرك عنه؟ قال: كصبر من ذبح ولدها في حجرها فهي لا ترفأ دمعتها. ولا تسكن عبرتها. قال: فكيف ذكرك له؟ قال: وهل يتركني الدهر ان أنساه؟ إنتهى.
(تأبط شرا) لقب ثابت بن جابر أحد فرسان العرب، يحكي انه كان أعدى الناس أي أجرأهم حتى قيل: انه إذا جاع أطلق على رجليه خلف الظبية فأمسكها وذبحها وشواها وأكلها.
توفى سنة 530 مسيحي، وهو شاعر شهير، قيل: لقب بهذا اللقب لأنه تأبط سيفا وخرج، فقيل لامه: أين هو؟ فقالت: لا أدري تأبط شرا وخرج.
(تاج الدين) الأحسن بن محمد الأصفهاني المعروف بملا تاجا تلميذ العالم الجليل المولى حسن علي وهو والد الفاضل الهندي الذي يأتي ذكره.
(١١٦)
مفاتيح البحث: البكاء (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»