هذا للؤم تأكلون وأهل الصرم حالهم كحالكم، فجعل يأتي الصرم بيتا بيتا ويقول انهضوا عليكم بالنار فاجتمعوا وأكلوا، وتقنع بكسائه وقعد ناحية حتى لم يوجد من الفرس على الأرض قليل ولا كثير، ولم يذق منه شيئا.
(بيان) في (ية) الصرم الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على ماء، وفي القاموس:
الصرماء المفازة لا ماء بها (ج) كقفل، وكان حاتم إذا هل الشهر الأصم الذي كانت مضر تعظمه بالجاهلية وتنحر له ينحر في كل يوم عشرة من الإبل فيطعم الناس، وكانت الشعراء تفد عليه كالحطيئة وبشر ابن أبي حازم. ومن أقواله في السخاء:
أماوي ان المال غاد ورائح * ويبقى من المال الأحاديث والذكر أماوي اني لا أقول لسائل * إذا جاء يوما حل في مالنا النزر أماوي ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشر جت يوما وضاق بها الصدر وقوله:
إذا كان بعض المال ربا لأهله * فاني بحمد الله مالي معبد وكانت والدته أيضا من أسخى الناس حتى اضطر أخواتها ان يحجروا على أموالها خوفا من تبذيرها، وكذلك ابنته سفانة. واخبار حاتم منشورة في الأغاني والمستطرف وعقد الفريد وغير ذلك قيل توفى سنة 650 ميلادية، وقبره في جبل لطي يسمى عوارض، وتقدم في أبو البحتري ما يتعلق به.
(أبو سفيان) ابن الحرث بن عبد المطلب قيل اسمه كنيته وقيل اسمه المغيرة كان ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأخاه من الرضاعة أرضعته حليمة السعدية أياما وكان ترب رسول الله يألفه ألفا شديدا قبل النبوة، فلما بعث صلى الله عليه وآله عاداه وهجاه وهجا أصحابه وكان شاعرا، وأسلم هو وولده جعفر عام الفتح.