أخرجت للناس).
وتلك أمنية غالية، لا تنال إلا بتظافر جهود المخلصين من أعلام الأمة الإسلامية وموجهيها، على توعية المسلمين، وحثهم على التمسك بالأخلاق الإسلامية، ونشر مفاهيمها البناءة والإهتمام بعرضها عرضا شيقا جذابا، يغري الناس بدراستها والإفادة منها.
وهذا ما حداني إلى تأليف هذا الكتاب، وتخطيطه على ضوء الخصائص التالية:
(1) إن هذا الكتاب لم يستوعب علم الأخلاق، وإنما ضم أهم أبحاثه، وأبلغها أثرا في حياة الناس. وقد جهدت ما استطعت في تجنب المصطلحات العلمية وألفاظها الغامضة، وعرضتها بأسلوب واضح مركز، يمتع القارئ، ولا يرهقه بالغموض والإطناب، الباعثين على الملل والسأم.
(2) اختيار الأحاديث والأخبار الواردة فيه من الكتب المعتبرة والمصادر الوثيقة لدى المحدثين والرواة.
(3) الاهتمام بذكر محاسن الخلق الكريم، ومساوئ الخلق الذميم، وبيان آثارهما الروحية والمادية في حياة الفرد أو المجتمع.
والجدير بالذكر: أن المقياس الخلقي في تقييم الفضائل الخلقية، وتحديد واقعها هو:
التوسط والاعتدال، المبرأ من الإفراط والتفريط.
فالخلق الرضي هو: ما كان وسطا بين المغالاة والإهمال، كنقطة الدائرة من محيطها، فإذا انحرف عن الوسط إلى طرف الافراط أو التفريط غدى خلقا ذميما.