أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٩٩
حاجات الجسم والنفس:
يتألف الانسان من عنصرين: عنصر الجسد، وعنصر الروح، وهما مترابطان ترابطا وثيقا، ومتفاعلان تفاعلا قويا، لا ينفك أحدهما عن الثاني الا بتصرم العمر، ونهاية الحياة. وسعادة الانسان وهناؤه الجسمي والفكري منوط بصحة هذين العنصرين وسلامتهما معا. لهذا كان على ناشد السعادة ومبتغيها ان يعني بهما عناية فائقة تضمن صحتهما وازدهارهما، وصيانتهما من المضار.
ولكل من الجسم والروح أشواقه وحاجاته:
فحاجات الجسم هي: المآرب المادية الموجبة لنموه وصحته وحيويته، كالغذاء والشراب والكساء ونحوها من ضرورات الحياة.
وحاجات الروح هي: الأشواق الروحية والنفسية التي تتعشقها الروح، وتهفو إليها، كالمعرفة، والحرية، والعدل، وراحة الضمير ورخاء البال وما إلى ذلك من المثل العليا والأماني الروحية. ولا مناص من تلبية هذه المآرب والرغائب الجسمية والروحية لتحقيق صحة الجسم والروح، وضمان هنائهما المرجو.
فحرمان الجسم من أشواقه يفضي به إلى الضعف والسقم والانحلال
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»