الناس ينشأ فيهم الاغفال عن مآل المدنية والحكومة وعدم النصح لهما.
ولو تحرينا مرد تلك المآسي التي اجتاحت الغرب لرأيناه ماثلا في التبرج والخلاعة والاختلاط، وشيوع المثيرات الجنسية، كالأفلام الداعرة والقصص الخلاعية والأغاني المخنثة، التي مسخت القيم الأخلاقية وأشاعت الاسفاف والتهتك في المجتمع الغربي، كما شهد بذلك القوم أنفسهم.
وقد كتب (أميل بوريسي) في تقريره الذي قدمه إلى الجلسة العامة الثانية لرابطة منع الفواحش:
هذه الفوتوغرافات الداعرة المتهتكة تصيب أحاسيس الناس بأشد ما يمكن من الهيجان والاختلال، وتحث مشتريها البؤساء على المعاصي والاجرام التي تقشعر من تصورها الجلود. وإن أثرها السيئ المهلك في الفتية والفتيات لمما يعجز عنه البيان. فكثير من المدارس والكليات قد خربت حالتها الخلقية والصحية لتأثير هذه الصور المهيجة، ولا يمكن ان يكون للفتيات على الأخص شئ أضر وأفتك من هذه (1).
* * * ونستنتج من هذا العرض السالف: أن الشريعة الاسلامية، إنما أمرت المرأة المسلمة بالحجاب، ونهتها عن التبرج والاختلاط المريب، حرصا على كرامتها وصيانتها من دوافع الإساءة والتغرير، ووقاية للمجتمع الاسلامي من المآسي والارزاء التي حاقت بالأمم الغربية، ومسخت أخلاقها وضمائرها وأوردتها موارد الشقاء والهلاك.