ما ليس فيك وأنا أحق به (1).
وليس شئ أدل على شرف حسن الخلق، وعظيم أثره في سمو الانسان واسعاده، من الحديث التالي:
عن علي بن الحسين عليه السلام قال: ثلاثة نفر آلوا باللات والعزى ليقتلوا محمدا صلى الله عليه وآله، فذهب أمير المؤمنين وحده إليهم وقتل واحدا منهم وجاء بآخرين، فقال النبي: قدم إلي أحد الرجلين، فقدمه فقال: قل لا إله الا الله، واشهد أني رسول الله. فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن أقول هذه الكلمة،. قال: يا علي أخره واضرب عنقه. ثم قال: قدم الآخر، فقال: قل لا إله إلا الله، واشهد أني رسول الله. قال: ألحقني بصاحبي. قال: يا علي أخره واضرب عنقه. فأخره وقام أمير المؤمنين ليضرب عنقه فنزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول لا تقتله فإنه حسن الخلق سخي في قومه. فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أمسك، فان هذا رسول ربي يخبرني أنه حسن الخلق سخي في قومه. فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربك يخبرك؟ قال: نعم. قال: والله ما ملكت درهما مع أخ لي قط، ولا قطبت وجهي في الحرب، فأنا أشهد أن لا اله إلا الله، وأنك رسول الله.
فقال رسول الله: هذا ممن جره حسن خلقه وسخائه إلى جنات النعيم (2).