الذي خرج في سبيل الله مؤديا للواجب العيني عليه، قليل الفقه فيما استشهد في سبيله حاشا وكلا، ولعل المصنف وجد تلك الكلمة العوراء فيما نقل عنه من الكتب، فكتبها غافلا عن مدلولها، كما فهم من خطبة الحسن بعد الصلح خلاف ما تدل عليه، ومثله فهمه من على الصدقات الإشارة إلى الإمامة العظمى، وكل ذلك خطأ باطل كما تقدم بيانه.
وما ذكره من أن سر خروج الخلافة عن أهل البيت هو لئلا يقال: ملك متوارث، وما في معنى ذلك فهو مما لا قيمة له، لأن الخلافة مقام ومنصب ديني، ولن يتم ويحصل منه الغرض إلا إذا قام به أخص الناس بالدين، وأولاهم بالمسلمين.
ولو كان لمثل تلك التخرصات والتفوهات حكم لما أوجب الله الصلاة على النبي وآل بيته ص، ولما جعل لهم الخمس، ولما افترض على الأمة حبهم فالجواب عن هذه الأمور هو الجواب عن الخلافة.
ومن المضحكات قوله: إن الخلافة صارت إلى بني العباس لضعف الدين لعدم استحقاقهم لأنه يفيد أن الضعف في الدين إنما حصل حينئذ مع أنه لم يزل وما كان سبب حصولها لبني أمية شرا مما هو سبب حصولها لبني العباس بل هذا ابن ذاك، والشر لا ينبت إلا شرا، فالضعف قديم،