فصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم - معمر بن عقيل بن عبد الله بن يحيى - الصفحة ٢١٩
وأجلاء الصحابة، وتفريقهم في الأطراف، فله أسباب، ولا يجوز أن يكون في ذلك إقصاء لهم عن الخلافة، كما زعم المصنف اتضاح ذلك له، أو قطعا لطمعهم فيها:
منها: أن بقاءهم بجوار رسول الله ص يحفظون ما ينزل من القرآن، ويتلقون ما تجدد من السنة ليبلغوا ذلك إلى الأمة أهم وأكثر نفعا للأمة من تحصيل نعم الصدقة، ونحو ذلك.
ومنها: أن ذهاب أولئك الأقرباء والخواص إلى الأطراف يعرى به جانب رسول الله ص ويبقى بعدهم بين كثير من المنافقين الذين مردوا على النفاق من أهل الضغائن المتربصين بالإيمان وأهله الدوائر.
ومن عرف أنه قد فر جمهور الصحابة عن رسول الله ص ولم يثبت معه إلا نفر قليل ني بعض المواطن، ثم في حنين ولوا عنه مدبرين، ولم تمنعهم بيعة الحديبية عن الفرار، ولم يثبت معه إلا أناس من أهل بيته فقط، كما ثبت في شعر العاس وغيره، فهل يكون من الصواب تفريق المحبين المخلصين الناصحين المستميتين في نصر الله ورسوله في السباسب والقفار وأطراف البلاد لجمع الزكوات، أو الجزية إن ذلك لبعيد عن الصواب.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»