فصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم - معمر بن عقيل بن عبد الله بن يحيى - الصفحة ٢٢٤
والماء صرف من الأعالي والداء مزمن جدا.
وما نقله المصنف عن البخاري عن الزهري من إشارة العباس على علي في أيام مرض النبي ص بأن يسأله عن خليفته، وإباء علي ذلك فغير صحيح عندنا لمعارضته لما هو أقوى منه مما لا تحوم التهم ولا الشكوك حوله مما يقوله علي، ويكرره علانية، في خطبه وكلامه، ومجموعه يوجب القطع بصدوره منه.
وهذا المصنف نفسه قد نقل عن البخاري وغيره عن الزهري وغيره قول علي للعباس في محاورتهما في أمر الخلافة: وهل يطمع فيها غيرنا، أو ما معناه هذا على اختلاف الروايات، وليس بين صدور المقالة الأولى، وبين صدور الثانية، إلا ساعات غير كثيرة لو صح قولهم، ومن ذلك يظهر جليا للمتأمل المنصف أن بعض تلك الروايات كذب مخترع، وكذلك كل ما في معناها، فإنما أحدثته السياسة، وصححته القوة، وروجه سماسرتها من متاجري علماء السوء، وسهل ذلك الإرسال والتجويد بطي أسماء رجال بعض سلسلة الإسناد إذا كانوا من طبقة واحدة في المعاصرة، وكل هذا كان في تلك الأيام مشهورا.
والزهري من أكبر رواة الصحيح، وقد كان من صنائع بني مروان، وعمالهم، بل هو من المنقطعين إليهم، ومن
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 » »»