فصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم - معمر بن عقيل بن عبد الله بن يحيى - الصفحة ٢١٧
أعداء المسلمين، وأشدهم نكاية فيهم فثارات المسلمين عندهم كثيرة، وحنقهم عليهم شديد، وقد تقدم ذكر نموذج مما كانوا عليه، ثم كان إسلامهم عن قهر، وكره وغلبة، ولم تزل تبدو منهم فلتات تدل على أنهم إنما أظهروا الإسلام وأسروا الكفر، فكان نفار المسلمين منهم عظيما، وكرههم لهم متأصلا، وتقززهم منهم مستمرا، روى ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال عمر بن الخطاب لأبي سفيان بن حرب: لا أحبك أبدا، رب ليلة غممت فيها رسول الله ص. فهل ترى عمر يعتقد صحة إسلام أبي سفيان، ثم لا يحبه أبدا لذنب محاه الإسلام، حاشا ولكنه عرف نفاقه، وإصراره على ما كان عليه، وقال ابن أبي الحديد: جاء في الأخبار الصحيحة أن جماعة من أصحاب الصفة مر بهم أبو سفيان بن حرب بعد إسلامه فعضوا أيديهم عليه، وقالوا: وا أسفاه كيف لم تأخذ السيوف مآخذها من عتق عدو الله، وكان معه أبو بكر، فقال لهم: أتقولون هذا لسيد البطحاء، فرفع قوله إلى رسول الله ص فأنكره، وقال لأبي بكر: أنظر لا تكون أغضبتهم فتكون قد أغضبت ربك، فجاء أبو بكر إليهم وترضاهم، وسألهم أن يستغفروا له، فقالوا: غفر الله لك. انتهى.
أترى رسول الله ص يقر ما قاله أهل الصفة لو كان
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»