فصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم - معمر بن عقيل بن عبد الله بن يحيى - الصفحة ٢١٦
أمية لما سنذكره من الغرض لا أنها كانت ترشيحا للخلافة.
فمن أغرب الغرائب وأبعدها عن العقول والفطر السليمة أن يفهم أحد أو يقول: اتضح لي أن الأمة إنما استسلمت إلى بني أمية أعداء الله ورسوله وأعداء الإسلام، وولتهم، وأقصت أخا نبيها، وأصدق صديق له، وقتلت ذريته وشردتهم لما تخيله المصنف.
وقد ولت الأمة أبا بكر وعمر، ثم عثمان بدون ترشيح إذ لم يولهم النبي ص أعمالا تذكر، ولم تفهم الأمة أن في ذلك إقصاء لهم عن الأمر، وأن عمال الزكوات وجباة الخراج أحق به منهم، وكذلك لم يحتج أحد بشئ مما بني عليه المصنف العلالي والقصور يوم السقيفة، ولا يوم الشورى، ولم يتضح لأحد منهم ما اتضح له، ولكن الوهم قد يربو فيغمر العقل فتتجسم له الخيالات.
وقد مات رسول الله ص وأسامة أمير على أبي بكر وعمر وكثير من المهاجرين والأنصار، ورايته عليهم معقودة، فلم يفهم هو ولا غيره أن ذلك ترشيح له للخلافة، وهو هو.
أما السبب في تولية النبي ص من ولاه من بني أمية، ومن ضارعهم فيما يظهر لنا فهو أنهم كانوا من ألد
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»