كم أسالت لها الصبابة طرفا * ولها أرغمت يد البعد أنفا فرويدا يا لائمي وعطفا * ولا تلوما من سيم في الحب خسفا إنما آفة القلوب هواها أبدل الهجر حلو عيشي بمر * وسقاني على النوى كأس صبر لا تسلني عن صفو أنكد دهر * أي عيش لعاشق ذات هجر لا يزال الحمام دون حماها بي عهود كانت من الخلد روضا * وبها العيش كان بالغد غضا وزمان فيه لو العيش يقضى * اي عيش للسالفين تقضى كان حلو المذاق لولا نواها فالليالي وضمنها آمال * تارة منحة وأخرى وبال وبأخرى قبح وأخرى جمال * هي طورا هجر وطورا وصال ما أمر الدنيا وما أحلاها إن زمتنا بغضاء دهر بغيض * ببعاد عن ذات طرف غضيض فغدونا منها كجفن مريض * كم ليال مرت بلمياء بيض كان يجني النعيم من مجتناها هي أجرت دمعي ولم تدر أني * جامد الدمع والتثبت فني أنا طود رساسل الخطب عني * كان أنكى الخطوب لم يبك مني مقلة لكن الهوى أبكاها كنت لم أصغ للغرام بسمعي * وفؤادي لم يرم منه بصدع
(٢٩)