السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٩
برجلها في صدره وقالت قبحت من رسول قوم فما جئت بخير فلما أصبح أبو سفيان حلق رأسه عند اساف ونائلة وذبح عندهما البدن ومسح رءوسهما بالدم ليدفع عنه التهمة فلما رأته قريش قالوا ما وراءك هل جئت بكتاب من محمد أو عهد قال لا والله لقد أبى على وقد تتعبت أصحابه فما رأيت قوما لملك أطوع منهم له وفي رواية قال جئت محمدا فكلمته فوالله ما رد علي شيئا ثم جئت إلى ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيرا ثم جئت عمر بن الخطاب فوجدته أدنى العدو أي وفي رواية أعدى العدو ثم جئت عليا فوجدته الين القوم وقد أشار على بشيء صنعته فوالله لا أدري أيغنى عني شيئا أم لا قالوا وبم امرك قال أمرني أن أجير بين الناس أي قال لي لم تلتمس جوار الناس على محمد و لا تجير أنت عليه وأنت سيد قريش وأكبرها واحقها ان لا يخفر جواره ففعلت قالوا فهل أجاز ذلك محمد قال لا أي وانما قال أنت تقول ذلك يا ابا حنظلة والله لم يزدني قالوا رضيت بغير رضا وجئت بما لا يغني عنا ولا عنك شيئا ولعمر الله ما جوارك بجائز وان اخفارك أي إزالة خفارتك عليهم لهين والله أراد الرجل يعنون عليا كرم الله وجهه ان يلعب بك قال والله ما وجدت غير ذلك وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه أن يلعب بك قال والله ما وجدت غير ذلك وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز وأمر أهله ان يهجزوه أي قال لعائشة جهزينا وأخفى امرك فدخل أبو بكر رضي الله عنه علي ابنته عائشة رضي الله عنها وهي تحرك بعض جهاز رسول الله أي تجعل قمحا سويقا ودقيقا وفي لفظ وجد عندها حنطة تنسف وتنقى فقال أي بنية امركن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجهيزه قالت نعم فتجهز قال فأين ترينه يريد قالت لا والله ما أدري وإن ذلك قبل ان يستشير صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في السير إلى مكة كما سيأتي ثم إنه صلى الله عليه وسلم أعلم الناس أنه سائر إلى مكة وأمرهم بالجد والتجهيز أي وفي الامتاع ان أبا بكر رضي الله عنه لما سأل عائة رضي الله عنها دخل عليه صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت سفرا قال نعم قال أفأتجهز قال نعم قال فأين تريد يا رسول الله قال قريشا وأخف ذلك يا أبا بكر وأمر صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز وطوى عنهم الوجه الذي يريده وقد قال له أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله أوليس بيننا وبينهم مدة قال أنهم غدروا ونقضوا العهد
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»