السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٣
سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يداي والله لو اجتمع لكم الجن والإنس لما بايعتكم فلما عاد الرسول وأخبرهم بما قالب قال له عمر لا ندعه حتى يبايع فقال له قيس بن سعد دعه فقد لح فاتركوه وكان سعد رضي الله عنه لا يحضر معهم ولا يصلي في المسجد ولا يسلم على من لقي منهم فلم يزل مجانبا لهم حتى إذا كان بعرفة يقف ناحية عنهم فلما ولى عمر رضي الله عنه الخلافة لقيه في بعض طرق المدينة فقال له إيه يا سعد فقال له إيه يا عمر فقال له عمر أنت صاحب المقالة قال نعم أنا ذاك وقد افضى الله إليك هذا الأمر كان والله صاحبك خيرا لنا وأحب الينا من جوارك وقد أصبحت كارها لجوارك فقال له عمر رضي الله عنه إنه من كره جوار جاره تحول عنه فقال له سعد إني متحول إلى جوار من هو خير من جوارك فخرج رضي الله عنه إلى الشام واستمر بها إلى أن مات في السنة ا لخامسة عشر من الهجرة وذكر الطبري رحمه الله أن سعدا رضي الله عنه بايع مكرها وهو وهم هذا كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله قال عمر رضي الله عنه وإنما بايعت أبا بكر خشية إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما أن نبايعهم على مالا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد وذلك كان في يوم موته صلى الله عليه وسلم الذي هو يوم الاثنين فلما كان الغد كانت البيعة العامة صعد أبو بكر رضي الله عنه المنبر وقام عمر رضي الله عنه بين يدي أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قا إن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما بالغار فقوموا فبايعوه فبايعوه فبايع الناس أبا بكر رضي الله عنه بيعة عامة بعد بيعة السقيفة ثم تكلم أبو بكر رضي الله عنه فقال في خطبته بعد أن حمد الله وأثنى عليه أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي حتى ارتج عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولا أشيعت الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء أطعيوني ما أطعت الله ورسولنه فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم فقوموا إلى صلاتكم رحمكم الله وشن الغارة بعض الرافضة على قول الصديق رضي الله عنه فقوموني بأنه كيف
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»