السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
وما نقض قوم عهد الله ورسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذ ما كان في أيديهم وما حكم قوم بغير كتاب الله إلا جعل الله تعالى باسهم بينهم وفي رواية إلا ألبسهم الله شيعا وأذاق بعضهم بأس بعض وفي الأصل ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه لدومة الجندل في سرية زاد في السيرة الشامية على ذلك قوله كما سيأتي سرية زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهما إلى مدين قرية سيدنا شعيب صلوات الله وسلامه عليه وهي تجاه تبوك فأصاب سبيا وفرقوا في بيعهم بين الأمهات والأولاد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون فقال مالهم فقيل يا رسول الله فرق بينهم أي بين الأمهات والأولاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبيعوهم الا جميعا قال في الأصل وكان مع زيد رضي الله تعالى عنه في هذه السرية ضميرة مولى علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه وكذا اخوه رضي الله تعالى عنه وأخ له وهو تابع في ذلك لابن هشام ورد بان مولى علي هذا الذي هو ضميرة لم يذكر في كتب الصحابة وكذا اخوه سرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى بني سعد بن بكر بفدك وهي قرية بينها وبين المدينة ست ليال أي وفي لفظ ثلاث مراحل وهي خراب الآن وفي الصحاح فدك قرية بخيبر وسببها أنه صلى الله عليه وسلم بلغه أن لمبنى سعد جمعا يريدون أن يمدوا يهود خيبر وأن يجعلوا لهم تمر خيبر أي ما يوجد من غلتها فبعث إليهم عليا كرم الله وجهه في مائة رجل فسار الليل وكمن النهار إلى أن نزلوا محلا بين خيبر وفدك فوجدوا به رجلا فسألوه عن القوم أي فقال لا علم لي فشدوا عليه فأقر أنه عين أي جاسوس لهم وقال
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»