السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٧٤
سرية عكاشة بن محصن رضي الله تعالى عنه إلى الغمر بفتح الغين المعجمة وسكون الميم والراء ماء لبني أسد أي جمع من بني أسد وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله تعالى عنه في أربعين رجلا منهم ثابت بن أرقم رضي الله تعالى عنه وقيل إن ثابتا رضي الله تعالى عنه هو الذي كان الأمير على هذه السرية فخرج يسرع في السير إلى أن وصل إلى الماء المذكور فوجد القوم علموا بهم فهربوا ولم يجدوا في دارهم أحدا فبعث شجاع بن وهب طليعة يطلب خبرا ويرى أثرا فأخبر أنه رأى أثر نعم قريبا فخرجوا فوجدوا رجلا نائما فسألوه عن خبر الناس فقال وأين الناس لقد لحقوا بعليات بلادهم قالوا فالنعم قال معهم فضربه أحدهم بسوط في يده فقال تؤمنوني على دمي وأطلعكم على نعم لبني عم له لم يعلموا بمسيركم إليهم قالوا نعم فأمنوه فانطلقوا معه فأمعن أي بالغ في الطلب حتى خافوا أن يكون ذلك غدرا منه لهم فقالوا الله لتصدقنا أو لنضربن عنقك فقال تطلعون عليهم من هذا المحل فلما طلعوا منه وجدوا نعما رواتع فأغاروا عليها فاستاقوها فإذا هي مائة بعير وشردت الأعراب في كل وجه ولم يطلبوهم وانحدروا إلى المدينة بتلك الإبل وأطلقوا الرجل الذي أمنوه والله أعلم سرية محمد بن مسلمة رضي الله تعالى عنه لذي القصة بفتح القاف والصاد المهملة المشددة وهو موضع قريب من المدينة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة في عشرة نفر لبني ثعلبة وبني عوال من ثعلبة بذي القصة فورد عليهم ليلا فكمن القوم وهم مائة رجل لمحمد بن مسلمة وأصحابه وأمهلوهم حتى ناموا وأحدقوا بهم أي فما شعروا الا وقد خالطهم القوم فوثب محمد بن مسلمة فصاح في أصحابه السلاح فوثبا وتراموا ساعة ثم حمل القوم عليهم بالرماح فقتلوهم ووقع محمد بن مسلمة جريحا فضربوا كعبه فلم يتحرك فظنوا موته فجردوه من الثياب وانطلقوا ومر بمحمد وأصحابه زجل من المسلمين فاسترجع فلما سمعه محمد رضي الله تعالى عنه يسترجع تحرك له فأخذه وحمله
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»