السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٩٠
وعظم البطن إنما ينشأ عن السدد وآفة في الكبد ومن أعظم منافع الكبد لبن اللقاح لا سيما إن استعمل بحرارته التي يخرج بها من الضرع مع بول الفصيل مع حرارته التي يخرج بها ففعلوا ثم لما صحت أجسامهم كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعيها وهو يسار مولى النبي صلى الله عليه وسلم ومثلوا به أي قطعوا يديه ورجليه وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات واستاقوا اللقاح وفي لفظ أنهم ركبوا بعضها واستاقوها فأدركهم يسار ومعه نفر فقاتلهم فقطعوا يده ورجله الحديث وبلغه صلى الله عليه وسلم الخبر فبعث صلى الله عليه وسلم في آثارهم عشرين فارسا واستعمل عليهم من تقدم وأرسل معهم من يقص آثارهم فأدركوهم فأحاطوا بهم فأسروهم ودخلوا بهم المدينة فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسملت أعينهم أي غورت بمسامير محماة بالنار وألقوا بالحرة أي وهي أرض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار يستسقون فلا يسقون قال أنس رضي الله تعالى عنه ولقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه من العطش ليجد بردها لما يجده من شدة العطش حتى ماتوا على حالهم وأنزل الله فيهم * (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) * الآية ولم يقع بعد ذلك أنه صلى الله عليه وسلم سمل عينا وفي لفظ أنهما لما أسروا ربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة فخرجوا بهم نحوه فلقوه بمجمع السيول فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسملت أعينهم وصلبوا هنالك وأنه صلى الله عليه وسلم فقد من اللقاح لقحة تدعى الحفياء فسأل عنها فقيل نحروها كذا في سيرة الحافظ الدمياطي وقدم فيها هذه السرية على سرية عمرو بن أمية الضمري رضي الله تعالى عنه
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»