فقالوا له من ضربك قال عمرو بن أمية وغلبه الموت فاحتملوه فقلت لصاحبي لما أمسينا النجاة فخرجنا ليلا من مكة نريد المدينة فمررنا بالحرس الذين يحرسون خشية حبيب بن عدي رضي الله تعالى فقال أحدهم لولا أن عمرو بن أمية بالمدينة لقلت إنه هذا الماشي فلما حاذيت الخشبة شددت عليها فحملتها واشتديت أنا وصاحبي فخرجوا وراءنا فألقيت الخشبة فغيبة الله عنهم كذا في السيرة الهشامية وتقدم أنه صلى الله عليه وسلم أرسل الزبير والمقداد لإنزاله وأن الزبير أنزله فابتلعته الأرض وتقدم عن ابن الجوزي مثل ما هنا من أن الذي أنزله عمرو بن أمية رضي الله تعالى عنه فيحتاج إلى الجمع على تقدير صحة الروايتين ويقال عمرا قتل رجلا آخر سمعه يقول * ولست بمسلم ما دمت حيا * ولست أيدن دين المسلمينا * ولقي رجلين بعثتهما قريش إلى المدينة يتجسسان لهم الخبر فقتل أحدهما وأسر الآخر ثم قدم رضي الله تعالى عنه المدينة وجعل بخير رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك سرية سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنه وقيل كرز بن جابر رضي الله تعالى عنه وعليه الأكثرون ومن ثم اقتصر عليه الحافظ الدمياطي أي وقيل جرير بن عبد الله البجلي ورد بأن إسلام جرير بن عبد الله المذكور كان بعد هذه السرية بنحو أربع سنين إلى العرنيين وسببها أنها قدم على رسول صلى الله عليه وسلم نفر أي ثمانية من عرينة وقيل أربعة من عرينة وثلاثة من عكل والثامن من غيرهما مسلمين نطقوا بالشهادتين كانوا مجهودين قد كادوا يهلكون أي لشدة هزالهم وصفرة ألوانهم وعظم بطونهم وقالوا يا رسول الله آونا وأطعمنا فأنزلهم صلى الله عليه وسلم عنده أي بالصفة ثم قال لهم أي بعد أن ذكروا له صلى الله عليه وسلم أن المدينة وبئة وخمة وأنهم أهل ضرع ولم يكونوا أهل ريف لو خرجتم إلى ذود لنا أي لقاح وكانت خمسة عشر فشربتم من ألبانها وأبوالها أي لأن في لبن اللقاح جلاء وتليينا وإدرارا وتفتيحا للسدد فإن الأستسقاء
(١٨٩)