السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٣٥
سلمان وقال بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلثها وبرقت برقة فخرج نور من قبل اليمن كالمصباح في جوف ليل مظلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أعطيت مفاتيح اليمن إني لابصر أبواب صنعاء من مكاني الساعة كأنها أنياب الكلاب ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر فخرج نور من قبل الروم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها أي زاد في رواية الحمر ثم ضرب الثالثة فقطع بقية الحجر وبرق برقة فكبر وقال أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب في مكاني هذا أي وفي رواية إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن وجعل صلى الله عليه وسلم يصف لسلمان أماكن فارس ويقول سلمان صدقت يا رسول الله هذه صفتها أشهد أنك رسول الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه فتوح يفتحها الله بعدي يا سلمان ا ه أي وعند ذلك قال جمع من المنافقين منهم معتب بن قشير ألا تعجبون من محمد يمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم انه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق أي الخوف لا تستطيعون ان تبرزوا فأنزل الله تعالى * (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) * الآية وقيل في سبب نزولها أنه صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة وعد أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون واليهود هيهات هيهات من اين لمحمد ملك فارس والروم وهم أعز وأمنع من ذلك ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفر الخندق أقبلت قريش ومن معها وكانوا عشرة آلاف كما تقدم فنزلت قريش بمجمع الأسيال وغطفان ومن معهم إلى جانب أحد وكان المسلمون ثلاثة آلاف اي وقد قال ابن إسحاق سبعمائة ووهم في ذلك وقال ابن حزم إنه الصحيح الذي لا شك في فيه ولا وهم وعسكر بهم صلى الله عليه وسلم إلى سفح سلع وهو جبل فوق المدينة أي فجعل ظهر عسكره إلى سلع كما تقدم والخندق بينه وبين القوم أي وضربت له صلى الله عليه وسلم قبة من أدم قال وكان صلى الله عليه وسلم يعقب فيها بين ثلاثة من نسائه عائشة وأم سلمة وزينب
(٦٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 630 631 632 633 634 635 636 637 638 639 640 ... » »»