والحال أنه قد آمن بالطاغوت وهو كل ما عبد من دون الله مأخوذ من الطغيان قوم هم عندهم شرفاء وهم كفار قريش ورد ان اليهود قتلوا في يوم واحد سبعين نبيا ومن جملة من قتلوا زكريا ويحي واتخذوا العجل إلها يعبدونه ومن يفعل ذلك لاسفيه غيره ومن ارضاء القوم والقثاء بدل المن وهو نوع من الحلواء والسلوى نوع من الطير سفيه بلا شك ملئت بالحرام كالربا بطون منهم فبطونهم نار لاشتمالها على ما يؤدي إلى تلك النار طباق تلك النار المصارين ولو أراد الله لليهود في حال سبتهم الذي اختاروا تعظيمه على ما تقدم خيرا لكان يوم الأربعاء يوم سبتهم لأنه يوم خلق فيه النور فاختيار يوم السبت دون يوم الأربعاء لسبتهم أي سكوتهم عما عدا العبادة دليل على أنه تعالى لم يرد بهم الخير ويوم السبت ابتدأ الله فيه خلق العالم خلافا لهم حيث قالوا إن ذلك أي ابتداء الخلق كان يوم الأحد وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت قالوا فنحن نستريح فيه كما استراح الرب تعالى فيه قالوا فان الله لا يقضي يوم السبت شيئا من خلق ولا رزق ولارحمة ولا عذاب ولا احياء ولااماتة ومن مات يوم السبت يكون محى اسمه من اللوح المحفوظ قبل ذلك وقد كذبهم الله تعالى بقوله * (كل يوم هو في شأن) * فكان فيه منهم ظلم وعدوان لأجل التصريف فيه بغبر العبادة فبسبب ظلم وكفر حاصل منهم فيه فاتتهم طيبات كانت حلالا لهم فحرمها الله تعالى عليهم فكان في ذلك ابتلاء لهم ونقل عن ابن حجر الهيتمي رحمه الله انه بحث استحباب صوم يوم الأربعاء لما ذكر من أنه خلق فيه النور فليتأمل ثم جاء أولئك إلى غطفان ودعوهم وحرضوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وقالوا لهم انا سنكون معكم وان قريشا قد بايعوهم على ذلك وجعلوا لهم تمر خيبر سنة إن هم نصروهم عليه فتجهزت قريش أي واتباعها من القبائل وغطفان أي وأتباعها وقائد قريش أبو سفيان بن حرب وكانوا أربعة آلاف ومعهم ثلاثمائة فرس أي وألف أو خمسمائة بعر وعقد اللواء في دار الندوة وحمله عثمان بن طلحة بن أبي طلحة المقتول ولده الذي هو طلحة يوم أحد وكذا عماه أي عما عثمان بن طلحة وهما عثمان ابن أبي طلحة وأبو سعيد بن أبي طلحة وعمثان بن أبي طلحة هو أبو شيبة كما تقدم فشيبة ابن عم عثمان بن طلحة وقتل يوم أحد أخوه عثمان بن طلحة الأربعة وهم مسافع
(٦٣٠)