السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٤
قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط * (فخانتاهما) * فالمراد آذاتاهما قالت امرأة نوح عليه السلام في حقه إنه المجنون وامرأة لوط عليه السلام دلت على أضيافه قيل إنما جاز أن تكون امرأة النبي كافرة كامرأة نوح ولوط عليهما السلام ولم يجزأن تكون فاجرة أي زانية لأن النبي مبعوث إلى الكفار ليدعوهم فيجب أن لا يكون معه منقص ينفرهم عنه والكفر غير منقص عندهم وأما الفجور فمن أعظم النقصان وفي الخصائص الصغرى ومن قذف أزواجه صلى الله عليه وسلم فلا توبة له البتة كما قال ابن عباس وغيره ويقتل كما نقله القاضي عياض وغيره وقيل يختص القتل بمن قذف عائشة ويحد في غيرها حدين وقد وقع أن الحسن بن يزيد الراعي من أهل طبرستان وكان من العظماء كان يلبس الصوف ويأمر بالمعروف وكان يرسل في كل سنة إلى بغداد عشرين ألف دينار تفرق على أولاد الصحابة فخضر عنده رجل من أشياع العلويين فذكر عائشة رضي الله عنها بالقبيح فقال الحسن لغلامه يا غلام اضرب عنق هذا فنهض إليه العلويون وقالوا هذا رجل من شيعتنا فقال معاذ الله هذا طعن على رسول الله قال الله تعالى * (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) * فإن كانت عائشة رضي الله عنها خبيثة فإن زوجها يكون خبيثا وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك بل هو الطيب الطاهر وهي الطيبة الطاهرة المبرأة من السماء يا غلام اضرب عنق هذا الكافر فضرب عنقه وفي كتاب الإشارات للفخر الرازي أنه صلى الله عليه وسلم في تلك الأيام التي كلم فيها بالإفك كان أكثر أوقاته في البيت فدخل عليه عمر رضي الله عنه فاستشاره صلى الله عليه وسلم في تلك الواقعة فقال يا رسول الله أنا أقطع بكذب المنافقين وأخذت براءة عائشة رضي الله عنها من الذباب لا يقرب بدنك فإذا كان الله تعالى صان بدنك أن يخالطه الذباب لمخالطته للقاذورات فكيف أهلك ودخل عليه صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه فاستشاره فقال له عثمان يا رسول الله أخذت براءة عائشة رضي الله عنها من ظلك إني رأيت الله تعالى صان ظلك أن يقع على الأرض أي لأن شخصه الشريف كان لا يظهر في شمس ولا قمر لئلا يوطأ
(٦٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 619 620 621 622 623 624 625 626 627 628 629 ... » »»