السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٣٧
ويتفرقون مرة ويجتمعون أخرى ويناوشون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يقربون منهم ويقدمون رجالهم فيرمون ومكثوا على ذلك المدة المتقدمة ولم يكن بينهم حرب إلى الرمي بالنبل والحصى وفي تلك المدة أقبل نوفل بن عبد الله بن المغيرة على فرس له ليوثبه الخندق فوقع في الخندق فقتله الله أي اندقت عنقه أي وفي لفظ وأما نوفل بن عبد الله فضرب فرسه ليدخل الخندق فوقع فيه مع فرسه فتحطما جميعا وقيل رمى بالحجارة فجعل يقول قتله أحسن من هذه يا معشر العرب فنزل إليه علي كرم الله وجهه فقتله أي ضربه بالسيف فقطعه نصفين وكبر ذلك على المشركين فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نعطيك الدية على أن تدفعه إلينا فندفنه فرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه خبيث الدية فلعنه الله ولعن ديته ولا نمنعكم أن تدفنوه ولا أرب أي غرض لنا في ديته وقيل أعطوا في جثته عشرة آلاف أي وفي رواية أنهم أرسلوا اليه صلى الله عليه وسلم أن أرسل إلينا بجسده ونعطيك اثني عشرة ألفا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا خير في جثته ولا في ثمنه ادفعوه إليهم فإنه خبيث الجسد خبيث الدية وفي لفظ إنما هي جيفة حمار ثم إن عدو الله حي بن أخطب سيد بني النضير كان يقول لقريش في مسيره معهم إن قومي بني قريظة معكم وهم أهل حلقة وافرة وهم سبعمائة مقاتل وخمسون مقاتلا فقال له أبو سفيان ائت قومك حتى ينقضوا العهد الذي بينهم وبين محمد صلى الله عليه وسلم فعند ذلك خرج حي لعنه الله حتى أتى كعب بن أسد القرظي سيد بني قريظة وولى عهدهم الذي عاهدهم الذي عاهدهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المتقدم ذكره فدق عليه باب حصنه فأبى أن يفتح له وألح عليه في ذلك فقال له ويحك يا حي إنك امرؤ مشئوم وإني قد عاهدت محمدا فلست بناقض ما بيني وبينه ولم ار منه إلى وفاء وصدقا فقال له ويحك افتح لي أكلمك فقال ما أنا بفاعل فغاظه فقال له والله ما أغلقت دوني إلا تخوفا على جشيشتك أي بالجيم المفتوحة والشين المعجمة وهي البر يطحن غليظا ويقال له الدشيش أن آكل معك منها ففتح له فقال له ويحك يا كعب جئت بعز الدهر جئتك بقريش حتى أنزلتهم بمجمع الأسيال وبغطفان حتى
(٦٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 632 633 634 635 636 637 638 639 640 641 642 ... » »»