في هذا بلاغ لكم ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكن أردت أن أسكن قلب الشيخ اه أي ولما بلغ ضمرة بن جندب خروجه صلى الله عليه وسلم وكان مريضا فقال لا عذر لي في مقامي بمكة فأمر أهله فخرجوا به فلما وصل إلى التنعيم مات به فأنزل الله تعالى * (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما) * وقيل نزلت في خالد بن حرام بن خويلد بن أسد أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة في المرة الثانية فمات من نهش حية قبل أن يصل وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال لحسان رضى الله تعالى عنه هل قلت في أبى بكر شيئا قال نعم قال قل وأنا أسمع فقال * وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدو به إذ صاعدوا الجبلا * * وكان حب رسول الله قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلا * فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه أي وفى لفظ فتبسم ثم قال صدقت يا حسان هو كما قلت إنه أحب البرية إليه أي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعدل به غيره أقول في ينبوع الحياة والذي أعرف في هذين البيتين أنهما من أبيات رثى بهما حسان أبا بكر رضى الله تعالى عنهما هذا كلامه وقد يقال لا مانع أن يكون أدخلهما حسان في مرثيته لأبى بكر بعد ذلك والله أعلم وعن أبي بكر رضى الله تعالى عنه قال لجماعة أيكم يقرأسورة التوبة قال رجل أنا أقرأ فلما بلغ * (إذ يقول لصاحبه لا تحزن) * بكى وقال أنا والله صاحبه وعن أبي الدرداء رضى الله تعالى عنه قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أمشى أمام أبى بكر فقال يا أبا الدرداء أتمشى أمام من هو أفضل منك في الدنيا والآخرة فوالذي نفس محمد بيده ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبى بكر وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتاني جبريل فقال إن الله تعالى يأمرك أن تستشير أبا بكر وعن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب أبى بكر واجب على أمتي
(٢١٤)