عالم الغيب والشهادة ورد عليه بأن الأخذ بالحزم لا ينافي صحة التوكل فعن وهب ابن منبه رضي الله عنه الإيمان بالقدر لا يمنع الحازم من توقى المهالك قال وهب وجدته في سبعين من كتب الله عز وجل القديمة اى ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم اعقلها وتوكل وقد كان صلى الله عليه وسلم يتزود في أسفاره ويعد السلاح في حروبه حتى لقد ظاهر بين درعين في غزوة أحد قال وفى رواية فلما استوى النبي صلى الله عليه وسلم في صخرة المسجد قال جبريل يا محمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين قال نعم قال جبريل فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن فرددن عليه السلام فقال من أنتن قلن خيرات حسان قوم أبرار نقلوا فلم يدرنوا وأقاموا فلم يظنعوا وخلدوا فلم يموتوا اه أقول في كلام بعضهم أنه لم يختلف أحد أنه صلى الله عليه وسلم عرج به من عند القبة التي يقال لها قبة المعراج من عند يمين الصخرة وقد جاء صخرة بيت المقدس من صخور الجنة وفى لفظ سيدة الصخور صخرة بيت المقدس وجاء صخرة بيت المقدس على نخلة والنخلة على نهر من أنهار الجنة وتحت النخلة آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة قال الذهبي إسناده مظلم وهو كذب ظاهر قال الإمام أبو بكر بن العربي في شرحه لموطا مالك صخرة بيت المقدس من عجائب الله تعالى فإنها صخرة قائمة شعثاء في وسط المسجد الأقصى قد انقطعت من كل جهة لا يمسكها إلا الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه في أعلاها من جهة الجنوب قدم النبي صلى الله عليه وسلم حين ركب البراق وقد مالت من تلك الجهة لهيبته صلى الله عليه وسلم وفى الجهة الأخرى أصابع الملائكة التي أمسكتها لما مالت ومن تحتها المغارة التي انفصلت من كل جهة أي فهي معلقة بين السماء والأرض وامتنعت لهيبتها من أن أدخل تحتها لأنى كنت أخاف أن تسقط على بالذنوب ثم بعد مدة دخلتها فرأيت العجب العجاب تمشى في جوانبها من كل جهة فتراها منفصلة عن الأرض لا يتصل بها من الأرض شئ ولا بعض شئ وبعض الجهات أشد انفصالا من بعض وهذا الذي ذكره ابن العربي أن قدمه صلى الله عليه وسلم أثر في صخرة بيت المقدس حين ركب البراق وأن الملائكة أمسكتها لما مالت قال به الحافظ ناصر الدين الدمشقي حيث قال في معراجه المسجع ثم توجها نحو صخرة بيت المقدس وعماها فصعد من جهة الشرق
(٨١)