السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٥٤
من أهل قرية أي وفى رواية من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى اسم أبيه أي كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وفى تاريخ حماة أنه اسم أمه قال ولم يشتهر باسم أمه غير عيسى ويونس عليهما الصلاة والسلام أي وفى مزيل الخفاء فان قيل قد ورد في الصحيح لا تفضلوني على يونس بن متى ونسبه إلى أبيه وهو يقتضى أن متى أبوه لا أمه أجيب بأن متى مدرج في الحديث من كلام الصحابي لبيان يونس بما اشتهر به لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولما كان ذلك موهما أن الصحابي سمع هذه النسبة من النبي صلى الله عليه وسلم دفع الصحابي ذلك بقوله ونسبه إلى أبيه لا إلى أمه هذا كلامه وعند ذلك قال عداس له صلى الله عليه وسلم وما يدريك ما يونس بن متى فإني والله لقد خرجت منها يعنى نينوى وما فيها عشرة يعرفون ما متى فمن أين عرفت ابن متى وأنت أمي وفى أمة أمية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي أمي وفى رواية أنا رسول الله والله أخبرني خبره وما وقع له مع قومه أي حيث وعدهم العذاب بعد أربعين ليلة لما دعاهم فأبوا أن يجيبوا وخرج عنهم وكانت عادة الأنبياء إذا واعدت قومها العذاب خرجت عنهم فلما فقدوه قذف الله تعالى في قلوبهم التوبة أي الإيمان بما دعاهم إليه يونس وقيل كما في الكشاف إنه قال لهم يونس أنا أؤجلكم أربعين ليلة فقالوا إن رأينا أسباب الهلاك آمنا بك فلما مضت خمس وثلاثون ليلة أطبقت السماء غيما أسود يدخن دخانا شديدا ثم يهبط حتى يغشى ودينتهم فعند ذلك لبسوا المسموح وأخرجوا المواشي وفرقوا بين النساء وأولادها وبين كل بهيمة وولدها فلما أقبل عليهم العذاب جأروا إلى الله تعالى وبكى الناس والولدان ورغت الإبل وفصلانها وخارت البقر وعجاجيلها وثغت الغنم وسخالها وقالوا يا حي حيث لا حي ويا حي يحيى الموتى ويا حي لا إله إلا أنت وعن الفضيل أنهم قالوا اللهم إن ذنوبنا قد عظمت وجلت وأنت أعظم منها وأجل فافعل بنا ما أنت أهله ولا تفعل بنا ما نحن أهله
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»