أقول يجوز أن يكون ذكر شفاعته لأبويه كان قبل إحيائهما وإيمانهما به كما قدمناه جوابا عن نهيه عن الاستغفار لهما والله أعلم وفى لفظ آخر شفعت في أبى وعمى أبى طالب وأخي من الرضاعة يعنى من حليمة ليكوونوا من بعد البعث هباء ومما يستأنس به لإيمان أبيه ما جاء أنه صلى لله عليه وسلم قال لابنته فاطمة رضى الله تعالى عنها وقد عزت قوما من الأنصار في ميتهم لعلك بلغت معهم الكدى بالدال المهملة أو الكرا بالراء يعنى القبور فقالت لا فقالت لو كنت بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك يعنى عبد المطلب ولم يقل جدك يعنى أباه الذي هو عبد الله وتقدم القول بأن حليمة وأولادها أسلموا وعليه فيجوز أن يكون هذا منه صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم أخوه من الرضاعة كما تقدم مثل ذلك في أبيه وأمه وفى رواة الحديث الأول من هو منكر الحديث وفى الثاني من هو ضعيف وقال فيه ابن الجوازي إنه موضوع بلا شك أي وهذا أي قبول شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه أبى طالب عد من خصائصه صلى الله عليه وسلم فلا يشكل بقوله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين أو لا تنفعهم شفاعة الشافعين في الإخراج من النار بالكلية أي وفى هذا الثاني أنه لا يناسب أن شفاعته لهم أن يكونوا من بعد البعث هباء أي في صيرورتهم هباء إلا أن يقال إنه لم يستجب له في ذلك قال وجاء أيضا عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله عليه وسلم قال إن أهون أهل النار أي وهم الكفار عذابا أبو طالب وهو ينتعل بنعلين يغلى منهما دماغه أي وفى رواية كما يغلى الماء في المرجل أي القدر من النحاس حتى يسيل دماغه على قدميه وفى رواية كما يغلى المرجل بالقمقم قيل والقمقم بكسر القافين البسر الأخضر يطبخ في المرجل استعجالا لنضجه يفعل ذلك أهل الحاجة وذكر السهيلي الحكمة في اختصاص قدميه بالعذاب وزعم بعض غلاة الرافضة أن أبا طالب أسلم واستدل له بأخبار واهية ردها الحافظ ابن حجر في الإصابة أي وقد قال وقفت على جزء جمعه بعض أهل الرفض أكثر من الأحاديث الواهية الدالة على إسلام أبى طالب ولم يثبت من ذلك شيء وروى أبو طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثني محمد أن الله أمره بصلة
(٤٨)