السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٢
صلى الله عليه وسلم والمسلمون بعيدا من الماء بينهم وبين الماء رحلة فظمىء المسلمون وأصابهم ضيق شديد واجنب غالبهم والقى الشيطان في قلوبهم الغيظ فوسوس إليهم تزعمون أنكم أولياء الله تعالى وانكم على الحق وفيكم رسوله وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم عطاش وتصلون مجنبين أي وما ينتظر اعداؤكم الا ان يقطع العطش رقابكم ويذهب قواكم فيحكموا فيكم كيف شاؤوا وفي الكشاف فإذا قطع العطش أعناقكم مشوا إليكم فقتلوا من أحبوا وساقوا بقيتكم إلى مكة فحزنوا حزنا شديدا وأشفقوا وكان الوادي دهسا بالسين المهملة أي لينا كثير التراب تسيخ فيه الاقدام فبعث الله السماء أي المطر فأطفأت الغبار ولبدت الأرض أي شدتها للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه أي وطهرهم به واذهب عنه رجز الشيطان أي وسوسته وشربوا منه وملئوا الأسقية وسقوا الركائب واغتسلوا من الجنابة أي وطابت نفوسهم فذلك قوله تعالى * (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) * أي من الاحداث * (ويذهب عنكم رجز الشيطان) * أي وسوسته * (وليربط على قلوبكم) * أي يشدها ويقويها * (ويثبت به الأقدام) * أي بتلبيد الأرض حتى لا تسوخ في الرمل وأصاب قريشا منها مالم يقدروا على أن يرتحلوا منه أي ويصلوا إلى الماء أي فكان المطر نعمة وقوة للمؤمنين وبلاء ونقمة للمشركين وعن علي رضى الله تعالى عنه أصابنا من الليل طس من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه وعن علي رضى الله تعالى عنه ما كان فينا أي تلك الليلة قائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تحت شجرة ويكثر في سجوده أي يقول يا حي يا قيوم يكرر ذلك حتى أصبح أي لا ن المسلمين أصابهم تلك الليلة نعاس شديد يلقى الشخص على جنبه أي وعن قتادة كان النعاس امنة من الله وكان النعاس نعاسين نعاس يوم بدر ونعاس يوم أحد لان النعاس هنا كان ليلا قبل القتال وفي أحد كان وقت القتال وكون النعاس امنة وقت القتال أو وقت التأهب له وهو وقت المصافة واضح لاقبله هذا وذكر الشمس الشامي انه لما نزلت الملائكة والناس بعد على مصافهم لم يحملوا على عدوهم وبشرهم صلى الله عليه وسلم بنزول الملائكة حصل لهم الطمأنينة والسكينة وقد حصل لهم النعاس الذي هو دليل على الطمأنينة وربما يقتضي انه حصل لهم النعاس
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»