السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٠
ثم أصبحوا بالجحفة فنحر لهم عتبة بن ربيعة عشر جزائر فلما أصبحوا بالابواء نحر لهم مقيس بن عمرو الجمحي تسع جزائر أي ويقال ان الذي نحر لهم بالابواء نبيه ومنبه ابنا الحجاج عشرا ونحر لهم العباس بن عبد المطلب عشر جزائر ونحر لهم الحارث بن عامر ابن نوفل تسعا ونحر لهم أبو البحتري على ماء بدر عشر جزائر ونحر لهم مقيس الجمحي على ماء بدر تسعا أي ثم شغلهم الحرب فأكلوا من أزوادهم ثم مضى رجلان من الصحابة أي قبل وصوله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وكذا قبل وصول قريش إلى بدر كما يدل عليه الكلام الآتي خلاف ما يدل عليه هذا السياق إلى ما ء بدر فنزلا قريبا منه عند تل هناك ثم اخذا شنا لهما يستقيان فيه وشخص على الماء وإذا جاريتان يتلازمان أي يتخاصمان تمسك إحداهما الأخرى على الماء والملزومة تقول لصاحبتها انما يأتي العير غدا أو بعد غد فاعمل لهم واقضيك الذي لك فقال ذلك الرجل الذي على الماء صدقت ثم خلص بينهما وسمع ذلك الرجلان فجلسا على بعيرهما ثم انطلقا حتى اتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه بما سمعا ثم إن أبا سفيان تقدم العير حذرا حتى ورد الماء فلقى ذلك الرجل فقال له هل أحسست أحدا قال ما رايت أحدا أنكره الا اني قد رايت راكبين قد أناخا إلى هذا التل ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا فأتى أبو سفيان مناخهما فاخذ من ابعار بعيرهما ففتته فإذا فيه النوى فقال والله علائف يثرب فرجع إلى أصحابه سريعا فصوب عيره عن الطريق وترك بدرا بيسار وانطلق حتى اسرع فلما علم أنه قد احرز عيره ارسل إلى قريش أي وقد كان بلغه مجيئهم ليحرزوا العير وكانوا حينئذ بالجحفة انكم انما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم وقد نجاها الله تعالى فارجعوا فقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نحضر بدرا فنقيم عليه ثلاثة أيام فلا بد ان ننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان أي تضرب بالمعازف أي الملاهي وقيل الدفوف وقيل ل الطنابير وقيل نوع منها يتخذه أهل اليمن وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا ابدا بعدها وسيأتي في غزاة بدر الموعد ان موسم بدر يكون عند هلال ذي القعدة في كل عام يمكث ثمانية أيام ويبعد إرادة ذلك لأبي جهل أي اقامتهم ببدر بقية رمضان وتمام شوال قال ولما ارسل أبو سفيان يقول لقريش ما تقدم أي ورد عليه أبو جهل بما ذكر
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»