سبعة أذرع بحيث يصيب رأسه ولا نزخرفه ثم الأمر أعجل من ذلك أي وفيه أن هذا يقتضى أن موسى كان طوله سبعة أذرع وهو يخالف ما اشتهر أن قامة موسى كانت أربعين ذراعا وعصاه كذلك ووثبته كذلك وقد جاء ما أمرت بتشييد المساجد أي ولعل قوله ذلك كان لما جمع الأنصار مالا وجاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ابن هذا المسجد وزينه إلى متى تصلى تحت هذا الجريد وجاء لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد وجاء من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد أي تزخرفها كما تزخرف اليهود والنصارى كنائسهم وبيعهم ولم يكن على السقف كبيرطين إذ كان المطر يكف اى ينزل منه ماء المطر المخالط للطين عليهم بحيث يمتلئ أي المسجد طينا فقالوا يا رسول الله لو أمرت فطين أي جعل عليه طين كثير بحيث لا ينزل عليه المطر فقال لا عريش كعريش موسى فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند بنائه عمل فيه المسلمون المهاجرون والأنصار وعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ليرغب المسلمين في العمل فيه قال فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم صار ينقل اللبن أي في ثيابه وفى رواية في ردائه حتى اغبر صدره الشريف وصار يقول * هذا الحمال لا حمال خيبر * هذا أبر ربنا وأطهر * أي هذا المحمول من اللبن أبر وأطهر يا ربنا مما يحمل من خيبر من نحو التمر والزبيب فالحمال بالحاء المهملة بمعنى المحمول ووقع في رواية بالجيم جمع جمل قال بعضهم وله وجه والأول أظهر ولا يحسن هذا الوجه إلا إذا كانت جمال خيبر أنفس من جمال غيرها وصار يقول * اللهم إن الأجر أجر الآخرة * فارحم الأنصار والمهاجرة * قال البلاذري وهذا القول لامرأة من الأنصار وتمامه * وعافهم من حر نار ساعره * فإنها لكافر وكافره * والذي في البخاري فاغفر للأنصار والمهاجرة ولعله صلى الله عليه وسلم هو الذي أخرجه عن الوزن كما هو عادته في إنشاد الشعر كما سيأتي وفى لفظ فأصلح وفى لفظ فأكرم وفى رواية اللهم لا خير إلا خير الآخرة فارحم المهاجرين والأناصره وفى رواية فانصر الأنصار والمهاجرة وعن الزهري أنه كان يقول اللهم لا خير إلا خير
(٢٥٥)